الرحامنة:لقاء تشاوري بقيادة سيدي بوعثمان لترسيخ المقاربة التشاركية وتنزيل التوجيهات الملكية في خدمة الشأن المحلي

الرحامنة: عبد اللطيف سحنون

احتضن مقر قيادة سيدي بوعثمان بإقليم الرحامنة لقاءً تشاوريًا هامًا يجسد دينامية جديدة في تدبير الشأن المحلي، ويترجم التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تعزيز التواصل المباشر مع المواطنين، وتنزيل حكامة القرب المبنية على الإصغاء والتفاعل والمبادرة المشتركة.

وقد افتتح السيد قائد قيادة سيدي بوعثمان اللقاء بكلمة رحب فيها بجميع الحاضرين من منتخبين، فعاليات المجتمع المدني، أطر التربية والصحة، والإعلام المحلي، معبرًا عن تقديره للانخراط الإيجابي في هذا المسار التشاركي، ومؤكدًا أن الحوار الجاد والمسؤول يشكل أساسًا لأي تنمية حقيقية على المستوى المحلي.

كما عرف اللقاء حضور السلطات المحلية والمنتخبين والأطر الصحية والتربوية، في إطار رؤية مشتركة تهدف إلى خلق فضاء للحوار المسؤول وتبادل التصورات حول سبل الارتقاء بالخدمات العمومية، وفق ما تقتضيه مبادئ العدالة المجالية والتنمية الترابية.

وجاء هذا اللقاء ليجسد قناعة جماعية بأن التنمية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال توحيد الجهود وتقوية جسور التعاون بين مختلف الفاعلين، واعتماد منطق الشراكة والتكامل بدل منطق العمل المنعزل.

فالمجتمع المدني باعتباره قوة اقتراحية، والإدارة باعتبارها حافظة للمرفق العام، والمنتخب باعتباره ممثلًا للساكنة، يشكلون جميعًا عناصر متكاملة عندما تشتغل بانسجام، تُفضي إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع.

وتناول النقاش خلال هذا اللقاء قضايا ذات أولوية بالنسبة لساكنة المنطقة، مع التركيز على ضرورة بلورة تصور مشترك يقوم على:

تعزيز حكامة القرب، تحسين جودة الخدمات العمومية، إشراك الساكنة في صياغة القرار المحلي، دعم المبادرات التنموية ذات البعد الاجتماعي، كما تم التطرق إلى عدة محاور أساسية تشمل النقل العمومي، محاربة المخدرات، تقوية فضاءات التواصل مع المواطنين، تحسين أساليب التنسيق بين الفاعلين المحليين، دعم الخدمات الصحية، الرفع من جودة التعليم، وتعزيز برامج التوعية والتحسيس داخل المجتمع باعتبارها ركائز أساسية لأي تنمية مستدامة وشاملة.

وتم التشديد على ضرورة المتابعة العملية لمخرجات هذا اللقاء عبر وضع آليات تنفيذ واضحة وبرنامج زمني قابل للتقييم والمراجعة.

وفي ختام اللقاء، قدم السيد قائد قيادة سيدي بوعثمان كلمة ختامية توجه فيها بالشكر والتقدير لجميع الحضور على روح المسؤولية والانخراط الإيجابي، مؤكدا أن هذا اللقاء يشكل محطة تأسيسية لمسار تواصلي مستمر يهدف إلى بناء تعاقد تنموي محلي منسجم مع الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الهادفة إلى تجسيد العدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة وتقوية الروابط بين الإدارة والمواطن.

وغادر المشاركون اللقاء بروح إيجابية وإرادة مشتركة لمواصلة العمل الجماعي، من أجل تحقيق تنمية واقعية ومستدامة تستجيب لطموحات الساكنة وتطلعاتها المشروعة