فنانون مغاربة ونقاد الفن يلتقون بمراكش في دورة أولى ناجحة لملتقى “ألوان البيئة الاجتماعية”
عبد اللطيف سحنون مراكش
اختُتمت، مساء يوم الأحد بمدينة مراكش، فعاليات الدورة الأولى من ملتقى الفن التشكيلي الوطني، الذي امتد على مدى أربعة أيام تحت شعار “ألوان البيئة الاجتماعية”، بمشاركة قوية لأزيد من 30 فنانًا وفنانة و أكثر من 30 عملا تشكيليا من مختلف المدن المغربية، في حدث فني جمع بين الإبداع، والطرح البيئي والاجتماعي، وتبادل الخبرات، وتعزيز التواصل مع الجمهور.

الملتقى الذي شكل محطة ثقافية نوعية، سعى إلى خلق فضاء تفاعلي يزاوج بين عرض التجارب الفنية الأصيلة، وفتح النقاش حول القضايا المجتمعية والبيئية، عبر لقاءات فنية، ومعرض تشكيلي، و ورشات إبداعية لفائدة الأطفال والشباب، في مبادرة تهدف إلى ترسيخ دور الفن في التعبير عن محيطه الاجتماعي والإنساني، ومدّ جسور التواصل بين المبدعين والجمهور بمختلف فئاته.
وقد أشرفت على تنظيم هذه الدورة الفنانة التشكيلية فتيحة نقيبات، بصفتها مندوبة الكتابة العامة لدى اتحاد الفنانين التشكيليين المغاربة، ورئيسة اللجنة المنظمة، إلى جانب الفنان التشكيلي عصام بومعناية بصفته نائب رئيس اللجنة التنظيمية، تحت الإشراف العام لرئيس الاتحاد عبد الرزاق الساخي.

كما شهد الملتقى تعبئة شركاء الدّورة، وعلى رأسهم: جمعية جمعية جوكندا للفن المسرحي، في شخص كاتبها الفاعل الجمعوي والمنتج المسرحي منير العزيزي، إضافة إلى المركز الوطني محمد السادس، و SOS الذين قدّموا دعمًا لوجستيًا وميدانيًا لإخراج هذا الموعد الفني في أفضل الظروف، وكذا منظمة التي احتضنت جانبًا من الأنشطة الموجهة للأطفال.
برنامج غني ومتنوّع، حيث عرفت الدورة تنظيم سلسلة من الأنشطة المتميزة، وفق الجدولة التالية:
اليوم الأول | 20 نوفمبر 2025: استقبال الفنانين المشاركين بـ المركز الوطني محمد السادس.
اليوم الثاني | 21 نوفمبر 2025: يوم فني مثمر بفضاء مفتاح الزيتون بمنطقة أوريكا، عرف مشاركة أساتذة الفن، ونقاد، وباحثين، ومبدعين، في جلسات حوارية وتبادُلٍ للتجارب والاشتغال التشكيلي.

اليوم الثالث | 22 نوفمبر 2025: تنظيم ورشة فنية للأطفال والشباب، أعقبها افتتاح المعرض الوطني الذي ضم أعمال كل المشاركين، ليقدم بانوراما عن تنوع الحس الفني المغربي وعمق الوعي الاجتماعي في مقارباته الجمالية.
اليوم الرابع | 23 نوفمبر 2025: زيارة ميدانية إلى مركز بـمدينة آيت أورير، تخللتها ورشة فنية لفائدة الأطفال المُقيمين بالمركز، في تجربة لاقت استحسان الجميع، وهدفت إلى إدماجهم في الفعل الفني وصقل مواهبهم الإبداعية.
وفي حفل الاختتام، تم تكريم كل من منير العزيزي وعصام بومعناية، تقديرًا لعطائهما الفني والتزامهما المدني وبصمتهما الواضحة في نجاح هذه النسخة، وسط حضور فني وثقافي بارز.
كما أشاد الفنانون والضيوف بنجاح التنظيم، وبقيمة الأعمال المشاركة، مؤكدين أن الملتقى شكّل فرصةً لتعزيز دينامية الفن التشكيلي بالمغرب، وأثبت أن هذا اللون الإبداعي قادرٌ على احتضان القضايا الكبرى للمجتمع ونقلها عبر لغة اللون والتشكيل.
وأعلنت اتحاد الفنانين التشكيليين المغاربة عبر لجنتها التنظيمية، عن انطلاق الاستعداد المبكر للدورة الثانية، التي من المنتظر أن تحمل إضافات نوعية من حيث البرمجة، والانفتاح على تجارب جديدة، وتوسيع دائرة الإشعاع الفني.
وفي هذا السياق، تقدّمت اللجنة المنظمة بخالص الشكر والعرفان لكل الداعمين والشركاء، وعلى رأسهم جمعية جوكندا للفن المسرحي، والمركز الوطني محمد السادس، ولكل من أسهم في إنجاح هذا الحدث الفني الوطني الذي جعل من مراكش عاصمةً للّون، والإبداع، والوعي الاجتماعي.
Share this content:



إرسال التعليق