مراكش تُعلن النفير بيئيًا لمحو النقط السوداء واستعادة بهاء المدينة
عبد اللطيف سحنون: مراكش
في لحظة يقظة حضر فيها الوعي البيئي بكل ثقله، ترأس السيد رشيد بنشيخي، والي جهة مراكش-آسفي وعامل عمالة مراكش بالنيابة، صباح الأربعاء 02 يوليوز 2025، اجتماعًا موسعًا بمقر الولاية، خُصّص لوضع ملف نظافة المدينة تحت المجهر، وتدارس سبل كفيلة بإخراجه من مناطق الظل، وتحصينه من مكامن القصور والتراخي.
الاجتماع لم يكن عابرًا، بل جاء محمّلاً بروح التعبئة الجماعية، إذ حضره مسؤولون من مختلف المستويات والقطاعات: من رؤساء جماعات منتخبة، إلى ممثلي السلطات الترابية، والكتاب العامين، ورجال الإدارة، وممثلي الشركات المفوض لها تدبير النظافة، فضلًا عن رؤساء ومدراء المصالح اللاممركزة المعنية.
الكل كان هناك، تحت سقف واحد، يطرح السؤال الجوهري: كيف نعيد لمراكش نظافتها التي تستحق، وهي وجه المغرب السياحي وذاكرته الحية؟
في كلمته التوجيهية، لم يترك السيد الوالي مجالًا للغة الخشب أو المجاملات البروتوكولية، بل تحدث بلغة الوضوح والحزم، مؤكدًا على أن نظافة المدينة ليست ترفًا بل التزام حضاري، وأن محاربة النقط السوداء لم تعد خيارًا بل ضرورة ملحّة.
ودعا جميع المتدخلين إلى تكتيل الجهود وتكثيف التنسيق الميداني، لأن أي خلل في هذه السلسلة المعقدة سينعكس حتمًا على صورة المدينة وجودة عيش سكانها.
وشدّد المسؤول الترابي على أن دفاتر التحملات ليست مجرد أوراق إدارية، بل عقد ثقة يجب احترامه حرفًا وروحًا من طرف الشركات المفوضة، مشيرًا إلى أن المراقبة ستكون صارمة، والمتابعة يومية، والمحاسبة حاضرة لكل من يتقاعس أو يتهاون.
النقاش امتد ليشمل النقط السوداء التي تراكمت في بعض الأحياء والمواقع الحساسة، حيث طُرحت حلول واقعية للتدخل الفوري:
تعزيز الوسائل اللوجستيكية، تكثيف دوريات المراقبة، إعادة توزيع الحاويات، وتفعيل خطط استباقية تمنع عودة التراكم.
ولم يغب البعد التحسيسي عن جدول الأعمال، فقد أكد الاجتماع على أهمية فتح جبهة توعوية موازية، تنخرط فيها جمعيات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام، والفاعلون المحليون، لترسيخ ثقافة نظافة مستدامة، تبدأ من الفرد وتنتهي إلى السياسات العامة.
اجتماع الولاية بدا أشبه بإعلان تعبئة بيئيو، وعزم مشترك على ردّ الاعتبار لوجه مراكش الحضاري، بعيدًا عن الشعارات العابرة، وبوسائل عملية تستند إلى المتابعة، والمساءلة، وروح الالتزام الجماعي.
إنها دعوة مفتوحة لأن تستعيد المدينة الحمراء بهاءها، وتتنفس هواءً نقيًا يليق بتاريخها وساكنتها وزوارها.
Share this content:
إرسال التعليق