إقالة أو استقالة أخنوش وإلغاء كأس العالم.. أبرز مطالب المحتجين بالمغرب
عبد اللطيف سحنون
باتت قضية بقاء رئيس الحكومة عزيز أخنوش في منصبه، إلى جانب مطلب التراجع عن تنظيم كأس العالم بالمغرب، في صدارة شعارات الحركات الاحتجاجية الأخيرة.فقد أطلق نشطاء مواقع التواصل وسمًا حمل عبارة: “أخنوش ارحل بهدوء قبل أن تقع الكارثة”، بعدما خرجت المظاهرات في عدة مدن عن السيطرة، وسط قناعة عامة بأن رحيله قد يخفف من حدة التوتر.
لكن ما زاد الوضع خطورة هو استغلال بعض المنحرفين والفوضويين لهذه التحركات الشعبية، وتحويلها إلى أعمال نهب وتخريب استهدفت ممتلكات خاصة وعامة. الأخطر أن مجموعة من المهاجمين أقدمت على اقتحام مقر الدرك الملكي بالقليعة، ومحاولة الاستيلاء على السلاح، غير أن عناصر الدرك تصدوا لهم دفاعًا عن أنفسهم وعن مؤسستهم.وفي ظل الخطر المحدق بهم، اضطر رجال الدرك إلى إطلاق الرصاص الحي، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين، من بينهم قاصرين شاركوا في هذا الاعتداء.
الأحداث تطورت بشكل دراماتيكي، بينما يواصل أخنوش التشبث بكرسي رئاسة الحكومة، في وقت تتعالى فيه الأصوات المطالبة باستقالته أو إقالته من طرف الملك باعتباره المخرج الممكن لإطفاء فتيل الاحتقان.أما على منصات التواصل، فالموضوع الأبرز المتداول هو شعار: رحيل أخنوش، فيما يطالب محتجون آخرون بوقف التحضيرات لمونديال 2030، معتبرين أن الأولوية يجب أن تمنح لملفات الصحة والتعليم والبنية التحتية، بدل صرف المليارات على التظاهرات الرياضية.
بل إن بعض المرافق والآلات التي تخلّد للعد التنازلي الخاص بكأس الأمم الإفريقية تم تخريبها أو التلاعب بها لتحمل رسائل احتجاجية بديلة تطالب بالحقوق الاجتماعية.وفي خضم هذه الأوضاع المتوترة، تروج أنباء عن خطاب ملكي استثنائي ومرتقب قد يكون حاسمًا، فيما لا يستبعد آخرون إعلان حالة طوارئ قصوى لتفادي مزيد من الانفلات الأمني.
الأسئلة المطروحة بإلحاح اليوم: هل يختار أخنوش المغادرة الطوعية أم يتدخل الملك لإعفائه؟ هل سيبقى الرهان على استضافة التظاهرات الرياضية الكبرى أولوية، أم أن الحكومة ستعيد ترتيب أوراقها بما يخدم المطالب الحقيقية للمواطنين؟ اليقين الوحيد هو أن المغرب يقف أمام لحظة فارقة، وأن نتائج هذه الاحتجاجات لن تمر دون تغييرات ملموسة تصب في صالح الشعب.
Share this content:
إرسال التعليق