افتتاح دار الطالبة بجماعة صخور الرحامنة: ثمرة مجهود جماعي للمجلس الجماعي وفعاليات المجتمع المدني
عبد اللطيف سحنون
شهدت جماعة صخور الرحامنة افتتاح دار الطالبة، وهي مؤسسة تربوية واجتماعية تهدف إلى دعم تمدرس الفتيات المنحدرات من المناطق القروية والنائية، وتوفير فضاء آمن ولائق يضمن لهن متابعة دراستهن في أحسن الظروف. وتُدار الدار حالياً من قبل نائبة المديرة في انتظار تعيين المدير أو المديرة.
وجاء افتتاح هذه المؤسسة بعد مجهودات حثيثة بذلها المجلس الجماعي لصخور الرحامنة، بشراكة مع فعاليات المجتمع المدني وعدد من الغيورين على الشأن المحلي، الذين عملوا بتنسيق مستمر من أجل توفير البنية التحتية والتجهيزات الضرورية لاحتضان التلميذات وتمكينهن من حقهن في التعليم.
وأكد السيد مصطفى الروماني، رئيس جماعة صخور الرحامنة، في تصريح بالمناسبة أن هذا المشروع يندرج ضمن رؤية المجلس للنهوض بقطاع التعليم، والحد من ظاهرة الهدر المدرسي في صفوف الفتيات القرويات، مشيراً إلى أن “دار الطالبة” ستوفر الإيواء والإطعام والدعم التربوي لفائدة التلميذات اللواتي يواجهن صعوبات في التنقل اليومي نحو المؤسسات التعليمية.
ومن جهتها، عبّرت عدد من الجمعيات المحلية والأطر التربوية عن اعتزازها بتحقق هذا المشروع الحيوي، الذي يعكس روح التعاون بين الجماعة الترابية والمجتمع المدني، معتبرين أن دار الطالبة تشكل نموذجاً للعمل التشاركي المسؤول في خدمة الطفولة والتعليم بالعالم القروي.
وشهد الافتتاح حضور عدد من المنتخبين، والفاعلين الجمعويين، والأطر التعليمية، وأولياء الأمور، حيث تمت زيارة مختلف مرافق المؤسسة، بما في ذلك قاعات المبيت، والمطعم، وقاعة المطالعة، التي جرى تجهيزها بوسائل مريحة وعصرية.
وبناءً على تصريح أحد ساكنة جماعة صخور الرحامنة، الذي تواصل مع نائبة المديرة صباح أمس، فقد أفادت بأن القدرة الاستيعابية للمؤسسة تصل إلى 96 طالبة، وقد تم استقبال 72 طالبة للاستفادة من الأكل والشراب والمبيت. وأكد ساكن الجماعة على أن الأمور تحظى باستحسان كبير، كما ذكر أنه من المقرر عقد اجتماع يوم الأربعاء بمجلس جماعة صخور الرحامنة لمناقشة مجموعة من المواضيع، ومن ضمنها المرافق العمومية المغلقة.
وفي سياق متصل، تتواصل بجماعة صخور الرحامنة جهود فتح وتأهيل عدد من المرافق العمومية التي كانت مغلقة أو متوقفة عن العمل، خاصة مع اقتراب نهاية السنة الدراسية، وذلك في إطار سياسة تهدف إلى تعزيز الخدمات الأساسية لفائدة الساكنة. وتشمل هذه المرافق دور الشباب والملاعب القريبة والمراكز الاجتماعية والثقافية، التي يُرتقب أن تساهم في تنشيط الحياة المحلية، وإتاحة فضاءات للتربية والترفيه والتأطير لفائدة مختلف الفئات.
ويؤكد متتبعون للشأن المحلي أن فتح هذه المرافق يشكل خطوة مهمة نحو إعادة الحيوية للمنطقة، وتمكين الشباب والنساء والتلاميذ من الاستفادة من خدمات متنوعة، تعزز الإدماج الاجتماعي وتحد من مظاهر التهميش والعزلة التي تعرفها بعض الدواوير.
ويُرتقب أن تُسهم هذه المؤسسة، إلى جانب باقي المبادرات المحلية، في تحفيز الفتيات على متابعة مسارهن الدراسي، وتوفير بيئة داعمة تشجع على التميز والتفوق، في إطار الجهود الوطنية الهادفة إلى تحقيق العدالة المجالية والتمكين الاجتماعي للفتاة القروية.
وفي الختام، يشكل افتتاح دار الطالبة بجماعة صخور الرحامنة محطة مشرقة في مسار التنمية المحلية، ورسالة أمل في مستقبل أفضل لأبناء المنطقة.
وتُوجّه العديد من الفعاليات الدعوة إلى المجلس الجماعي، برئاسة السيد مصطفى الروماني، للاستمرار بنفس العزيمة والحماس في إنجاز مشاريع مماثلة تُعزز الخدمات الاجتماعية والتربوية، وتفتح آفاقاً جديدة للتنمية المستدامة.
فمثل هذه المبادرات لا تُكرّس فقط قيم التضامن والتكافل، بل تُجسد أيضاً نموذجاً يُحتذى به في العمل الجماعي المسؤول، الذي يجعل مصلحة المواطن فوق كل اعتبار.
Share this content:
إرسال التعليق