بيتاس يثير الجدل بتصريحاته حول “جيل زد” والاحتجاجات المطالبة برحيل الحكومة

بيتاس يثير الجدل بتصريحاته حول “جيل زد” والاحتجاجات المطالبة برحيل الحكومة


عبد اللطيف سحنون

أثار الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بيتاس، موجة واسعة من الجدل عقب ظهوره في حوار على قناة ميدي 1 تيفي، حيث اعتبر كثيرون أن تصريحاته أظهرت نوعًا من الانفصال عن الواقع السياسي والاجتماعي الذي تعيشه البلاد.

فخلال اللقاء، بدا بيتاس وكأنه غير مدرك تمامًا لحقيقة مطالب حركة “جيل زد”، التي رفعت شعار رحيل الحكومة بشكل واضح في الاحتجاجات الأخيرة. هذا الشعار لم يقتصر صداه على الشوارع المغربية، بل وصل إلى كبريات وسائل الإعلام العالمية التي وثقت حجم الغضب الشعبي وجرأة الجيل الجديد في التعبير عن موقفه.

تفاعل المغاربة على نطاق واسع مع تصريحات الناطق الرسمي، حيث اعتبر الكثيرون أن عدم اعترافه بالمطلب الأساسي للحراك الشعبي يمثل استخفافًا بشريحة واسعة من الشباب، خاصة وأن “جيل زد” أصبح اليوم يعبّر عن ذاته بلغة جديدة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية، ويترجمها إلى احتجاجات ميدانية.

عدد من النشطاء اعتبروا أن الحكومة تحاول التقليل من شأن الحراك الشبابي أو حصره في مجرد “ظاهرة عابرة”، في حين أن الواقع يعكس تراكمات اجتماعية واقتصادية عميقة تدفع هذا الجيل إلى رفع سقف مطالبه بشكل غير مسبوق.

تأتي هذه التصريحات في سياق متوتر، حيث تشهد عدة مدن مغربية منذ أسابيع احتجاجات ليلية رفعت شعارات قوية ضد الحكومة، أبرزها “أخنوش ارحل” و“الشعب يريد إسقاط الفساد”.
وما زاد من حدة التوتر هو انتقال هذه المطالب إلى الخطاب الإعلامي الدولي، إذ سلطت تقارير غربية الضوء على جيل جديد من المحتجين يرى أن الحلول الترقيعية لم تعد كافية، وأن الإصلاحات الحكومية لم تلامس جوهر معاناتهم اليومية.

تصريحات بيتاس سلطت الضوء على الفجوة المتزايدة بين الحكومة والشباب المغربي، حيث يرى مراقبون أن الناطق الرسمي مطالب بتقديم خطاب أكثر واقعية يواكب نبض الشارع، بدل الاكتفاء بتبريرات تقنية لا تقنع المتظاهرين.

ويرى محللون أن الحكومة تقف اليوم أمام امتحان الثقة الشعبية، فإما أن تستجيب بشكل عملي لمطالب الجيل الجديد، أو تواجه خطر فقدان شرعيتها في نظر فئة عمرية تشكل العمود الفقري لمستقبل البلاد.

سواءً كان الأمر زلة تواصلية أو موقفًا مقصودًا، فإن تصريحات بيتاس على قناة ميدي 1 تيفي أعادت إلى الواجهة سؤالًا أكبر:
هل ما زالت الحكومة قادرة على فهم لغة الشباب المغربي الجديد والتفاعل مع مطالبه بجرأة وشفافية؟
أم أن الهوة بين الطرفين تتسع بشكل يهدد بمزيد من التصعيد في الشارع؟


Share this content:

إرسال التعليق

تسليط الضوء