قانون يثير الجدل في المغرب: هل تتحول الرحمة إلى جريمة قبل كأس العالم 2030؟
الرباط – أصواتكم / حسن زكي
في وقت يستعد فيه المغرب لاحتضان كأس العالم 2030، تفجر مشروع القانون رقم 19.25 نقاشًا واسعًا وجدلاً حادًا، بعدما نص على تجريم “إطعام أو إيواء أو حماية الحيوانات الضالة”، وهو ما اعتبره العديد من الحقوقيين والفاعلين المدنيين “تجريمًا للرحمة” و”إهدارًا لقيمة إنسانية ودينية عريقة”.
بين التشريع والرحمةالقانون الجديد يفرض عقوبات وغرامات على كل من يقدم المساعدة للحيوانات الضالة، بينما يترك الباب مفتوحًا أمام حالات التعذيب والإهمال من دون محاسبة واضحة. هذا الموقف أثار تساؤلات عديدة: كيف يمكن لدولة ينص دستورها على “التشبث بقيم الإسلام السمحة” أن تقنن ما يناقض روح الرحمة التي تشكل إحدى ركائز الدين الإسلامي؟
الدين والأخلاق في مواجهة النصوصفي التراث الإسلامي، الرحمة قيمة مركزية؛ فقد وردت في القرآن الكريم مئات المرات، كما روت الأحاديث النبوية قصصًا مؤثرة عن دخول امرأة النار بسبب قسوتها على قطة، ورجل الجنة لأنه سقى كلبًا عطشانًا.الأديان والفلسفات والأدب العالمي كذلك جعلت من الرحمة فضيلة كونية. ويكفي استحضار كلمات شكسبير في “تاجر البندقية” حين وصف الرحمة بأنها “بركة للآخذ وللمانح، وزينة فوق كل تاج ملكي”.
صورة المغرب أمام العالممع اقتراب موعد كأس العالم، يرى مراقبون أن صورة المغرب كبلد مضيف ليست رهينة بالبنية التحتية فقط، بل أيضًا بالقيم الإنسانية التي يعكسها.الدول الشريكة في التنظيم تقدم نماذج مغايرة: إسبانيا تشجع تبني الحيوانات الضالة، البرتغال تدمج الرفق بالحيوان في تشريعاتها، ألمانيا وتركيا تحتضنان القطط والكلاب في شوارع المدن، فيما تعتبر الهند العناية بالحيوانات جزءًا من ثقافتها.
إمارة المؤمنين والجدل المجتمعيالجدل وصل أيضًا إلى البعد الرمزي لإمارة المؤمنين، التي ينظر إليها المغاربة كحامية للمستضعفين، بمن فيهم الأرامل واليتامى وحتى الحيوانات.
فهل يعقل – يتساءل المنتقدون – أن يُعاقَب مواطن لأنه أطعم كلبًا أو سقى قطًا، بينما ينجو من يعذبها بلا حساب؟سؤال مفتوح قبل الموندياليرى الحقوقيون أن مشروع القانون رقم 19.25 يتجاوز كونه مجرد نص تشريعي، ليصبح اختبارًا لصورة المغرب أمام العالم: هل سيكون بلدًا يجرم الأخلاق والرحمة، أم نموذجًا في التشريعات التي تنسجم مع قيم التضامن والإنسانية؟
“فكيف لمن يطلب الرحمة من الله أن يمنعها عن خلقه؟”، يتساءل الدكتور حسن زكي، في خلاصة تلخص المعضلة المطروحة.
Share this content:



إرسال التعليق