قلعة السراغنة….اختتام فعاليات موسم “رجال لبلاد” للتبوريدة باولاد الشرقي

حسن المورسلي

في مشهد احتفالي يعكس عمق الانتماء والارتباط بالهوية الوطنية، شهدت جماعة أولاد الشرقي بإقليم قلعة السراغنة، يوم السبت 25 أكتوبر 2025، واحدة من أبرز اللحظات التراثية والثقافية، من خلال تنظيم فعاليات موسم “رجال لبلاد” للتبوريدة، الذي استعاد وهجه هذا العام وسط حضور جماهيري كبير، وتوافد لافت لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والمهتمين بالثقافة والفروسية التقليدية.

وقد تميز هذا الموسم بزيارة ميدانية للسيد سمير اليزيدي، عامل صاحب الجلالة على الإقليم، الذي ترأس وفدا رسميا ضم عددا من المسؤولين ورؤساء المصالح الأمنية والسلطات المحلية، في رسالة واضحة لدعم التراث اللامادي، والانخراط الفعلي في صيانة الموروث الثقافي المغربي الأصيل، باعتباره رصيدا وطنيا مشتركا ومجالا واعدا للتنمية المجالية.

الزيارة العاملية جاءت لتكرس مفهوم القرب المؤسساتي، وتجسد تفاعل السلطات مع النبض المحلي، حيث تابع السيد العامل، من قلب ساحة التبوريدة، لوحات فنية أبدعتها السربات المشاركة، ولامس عن كثب أجواء التنظيم المحكم للموسم، الذي حمل هذه السنة طابعا إشعاعيا خاصا، بفضل انفتاحه على مكونات فنية، وفقرات موازية استهدفت مختلف الفئات.

الاحتفاء الشعبي بعودة الموسم، تمثل في الانخراط الواسع للساكنة المحلية والزوار، وجعل من أولاد الشرقي قبلة لأبناء الإقليم وخارجه، في لحظة جماعية جمعت بين الأصالة وروح المواطنة، ورسخت علاقة وجدانية متجددة بين المغاربة وأرضهم، وفرسانهم، وقيمهم المتوارثة.

إن موسم “رجال لبلاد” لا يعد فقط تظاهرة فلكلورية، بل هو شهادة حية على حيوية التراث المغربي وقدرته على مواكبة التحولات، حين يلقى الدعم والرعاية. وهو ما تعكسه بجلاء زيارة السيد العامل، باعتبارها دعما معنويا ومؤسساتيا لهذا الرصيد الرمزي، واعترافا بدوره في تعزيز اللحمة الاجتماعية، وترسيخ الذاكرة المشتركة للأجيال.

بهذا الحضور الميداني، تتأكد مرة أخرى الإرادة الجادة لعامل إقليم قلعة السراغنة في مرافقة كل المبادرات التنموية والثقافية، وجعل الثقافة والتراث جزءا لا يتجزأ من الرؤية الشمولية للتنمية المحلية، وفق التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى النهوض بالعالم القروي وصيانة مقومات الهوية المغربية في تنوعها وغناها.