لفتيت بمراكش في عز الحر بعدما فتح باب جهنم على الفساد

لفتيت بمراكش في عز الحر بعدما فتح باب جهنم على الفساد

1205261793-560x315 لفتيت بمراكش في عز الحر بعدما فتح باب جهنم على الفساد

مراكش: عبد اللطيف سحنون

في خطوة جسّدت الجرأة والقرب من المواطنين، وتشجيع السياحة الداخلية بحس وطني عال، اختار وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، قضاء جزء من عطلة صيفه في مدينة مراكش، رغم موجة الحر الاستثنائية التي تجتاح المدينة الحمراء هذه الأيام.

وفي هذا السياق، شوهد الوزير مساء الجمعة يتجول بحرية تامة برفقة أفراد أسرته في أزقة المدينة العتيقة، خاصة في سوق السمارين ومحيط ساحة جامع الفنا، دون مرافقة أمنية ظاهرة أو مظاهر بروتوكولية رسمية، ما أثار دهشة المارة والتجار ورواد الأسواق الذين لم يعتادوا رؤية شخصية وزارية بهذه المكانة في وضع طبيعي وبسيط، بعيد عن الأضواء وصخب البروتوكول.

 متتبعون رأوا أن هذه الزيارة تحمل أكثر من دلالة، إذ تأتي في ظل منصبه الحساس على رأس وزارة الداخلية، وهو الذي لم يتردد سابقًا في فتح «باب الجحيم» على كل الفاسدين والمفسدين، مظهراً عزمه الصارم على محاربة كل أشكال الفساد واستعادة الثقة في مؤسسات الدولة. هذه الجرأة الأمنية والسياسية تتناغم هنا مع صورة طبيعية وبسيطة لشخصية وزارية كبيرة، تتجول بين الناس بحرية وكأنها جزء من الحياة اليومية للمواطن العادي.

وجدير بالذكر أن مراكش تظل، بعراقتها وجاذبيتها السياحية، مقصدًا لا غنى عنه للزوار المغاربة والأجانب على حد سواء، رغم موجات الحر الصيفية.

لكن رؤية لفتيت يتنقل في أزقتها وأسواقها العتيقة، دون مظاهر رسمية في عز القيظ، يضيف بعدًا إنسانيًا وشخصيًا لشخصية وزارية عرفت الحزم في الإدارة والصرامة في اتخاذ القرارات، بينما يظهر في الوقت نفسه أقرب إلى المواطن العادي، متفاعلًا مع نبض المدينة وروحها الأصيلة.

هذه المشهد الوطني والرمزي للوزير يعكس التوازن بين القوة والحزم، من جهة، والبساطة والانفتاح على الناس، من جهة أخرى، وتأتي لتؤكد أن حرارة الصيف لم تكن عائقًا أمام رجل يعرف كيف يجمع بين السلطة والمسؤولية والإنسانية، وهو الذي جعل مكافحة الفساد شعارًا عمليًا وليس مجرد كلام على الورق.

Share this content:

إرسال التعليق

تسليط الضوء