عيد الأضحى بروح التضامن والتيسير : أمير المؤمنين يرعى مصلحة شعبه

عبد اللطيف سحنون مراكش

آخر تحديث : الأربعاء, 26 فبراير, 2025 – 9:18 مساءً

بصفته أمير المؤمنين، وحرصًا منه على رعاية شؤون الدين وحفظ مصالح الأمة، وجّه الملك محمد السادس رسالة سامية إلى الشعب المغربي يدعو فيها إلى عدم ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى القادم.

هذا القرار نابع من واجبه في السهر على المقاصد الشرعية ومراعاة أحوال المسلمين، في ظل التحديات الاقتصادية والمناخية التي أدت إلى تراجع كبير في أعداد الماشية.

جاء في الرسالة الملكية أن شعيرة الأضحية سنة مؤكدة مشروطة بالاستطاعة، لكن الواقع الحالي يجعل من إحيائها عبئًا ثقيلاً، خاصة على الأسر ذات الدخل المحدود وباعتباره المؤتمن على الدين والوطن، أكد أمير المؤمنين على أن هذا القرار يرمي إلى التيسير والتخفيف، انسجامًا مع روح الشريعة التي تقوم على رفع الحرج عن المسلمين في مثل هذه الظروف.

حظي هذا التوجيه الملكي بتفاعل إيجابي من طرف المغاربة، الذين رأوا فيه حكمة وتقديرًا للواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشه الوطن. وقد شدد أمير المؤمنين على أن الاحتفال بالعيد سيظل قائمًا بمعانيه الروحانية العميقة، من خلال الصلاة والصدقات وصلة الأرحام، وهي قيم أساسية تعكس جوهر هذه المناسبة الدينية .

ليس هذا القرار سابقة في المغرب، حيث سبق أن اتُّخذت إجراءات مماثلة في سنوات الجفاف والتحديات الاقتصادية، مما يعكس حرص جلالته على استحضار المصلحة العامة في تدبير الشأن الديني. فالسوق الوطني يشهد تراجعًا في أعداد القطيع بسبب شح الموارد المائية وارتفاع تكاليف الإنتاج، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الماشية بشكل يصعب على كثير من الأسر تحمل نفقاته.

وسيرعى أمير المؤمنين الشعيرة نيابة عن شعبه، على هدي جده المصطفى صلى الله عليه وسلم، الذي ضحّى بكبشين، وقال: "هذا عن نفسي، وهذا عن أمتي".

وهو تأكيد على استمرار العيد بطقوسه ومعانيه السامية، مع مراعاة الظروف التي تقتضي التيسير والتضامن بين أفراد المجتمع.