انهيار محتمل للدوامة القطبية يثير القلق في نصف الكرة الشمالي

انهيار محتمل للدوامة القطبية يثير القلق في نصف الكرة الشمالي

كريمة دهناني

يتصاعد القلق المناخي في نصف الكرة الشمالي مع ظهور مؤشرات خطيرة توحي باحتمال انهيار الدوامة القطبية، ذلك الحاجز الهوائي القوي الذي يلعب دورًا أساسيًا في حماية القطب الشمالي عبر حبس الهواء شديد البرودة داخله، والذي قد تصل حرارته إلى نحو 60 درجة تحت الصفر.البيانات المناخية الحديثة ترصد ارتفاعًا غير معتاد في حرارة الستراتوسفير فوق القطب الشمالي، إلى جانب موجات ضغط قوية تضغط على الدوامة وتربك توازنها. ويشير خبراء الأرصاد إلى أن هذه الظواهر تشبه بشكل لافت الأنماط الجوية التي سبقت موجات البرد القارس التي ضربت العالم في أعوام 2014 و2018 و2021، ما يفتح باب المخاوف من ضعف سريع وربما انهيار كامل لهذا النظام الجوي الحساس.وفي حال تراجع قوة الدوامة القطبية أو تفككها، قد يندفع الهواء القطبي شديد البرودة إلى الجنوب كما لو أنّ سداً جليدياً انهار دفعة واحدة، متسببًا في موجات صقيع حادة، وعواصف جليدية، وتساقطات ثلجية كثيفة تمتد إلى أمريكا الشمالية وأوروبا وأجزاء واسعة من آسيا. مثل هذا السيناريو قد يضع شبكات الكهرباء تحت ضغط كبير، ويشل حركة السفر، ويهدد المحاصيل الزراعية في مناطق نادرًا ما تعرف التجمد.ويؤكد خبراء المناخ أن ما يحدث اليوم يُعد من أهم المؤشرات الجوية خلال هذا العقد، داعين الحكومات إلى اتخاذ إجراءات استباقية وتعزيز جاهزيتها اللوجستية لمواجهة أي اضطرابات محتملة، خاصة مع ازدياد التقلبات المناخية التي يشهدها العالم في السنوات الأخيرة.

Share this content:

إرسال التعليق

تسليط الضوء