وادي أم الربيع يستعيد نبضه… عودة الحياة بعد سنوات من الجفاف

وادي أم الربيع يستعيد نبضه… عودة الحياة بعد سنوات من الجفاف

كريمة دهناني

بعد سنوات طويلة من الجفاف وشحّ الموارد المائية، عاد وادي أم الربيع ليستعيد شيئًا من عافيته، في مشهد أعاد الأمل إلى الساكنة والفاعلين المحليين، وأحيا ذاكرة جماعية ارتبطت تاريخيًا بهذا الشريان المائي الحيوي.فبفضل التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها عدد من مناطق حوض أم الربيع، ارتفع منسوب المياه بالوادي، وعادت الجداول والشعاب المغذية له إلى الجريان من جديد، بعد أن كانت في مواسم سابقة لا تتجاوز مجرد مجارٍ جافة. هذا التحول الطبيعي أعاد الحياة إلى الضفاف، وأنعش الفرشة المائية، وبث التفاؤل في نفوس الفلاحين الذين عانوا لسنوات من توالي المواسم الفلاحية الصعبة.ويُعد وادي أم الربيع من أكبر الأودية بالمملكة، إذ يلعب دورًا أساسيًا في تزويد عدد من المدن والمناطق القروية بالماء الصالح للشرب، إضافة إلى أهميته في السقي الفلاحي ودعم الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالزراعة وتربية الماشية. غير أن سنوات الجفاف المتتالية أثرت بشكل مباشر على مردوديته، وفاقمت من معاناة الساكنة المحلية.عودة المياه إلى مجرى الوادي لم تكن مجرد حدث طبيعي عابر، بل شكلت رسالة قوية حول قدرة الطبيعة على التعافي متى توفرت الظروف الملائمة، وفي الوقت نفسه دقت ناقوس المسؤولية بخصوص ضرورة ترشيد استغلال الموارد المائية، وحماية هذا الموروث الطبيعي من الاستنزاف والتلوث.وفي انتظار استقرار الوضع المائي على المدى البعيد، تبقى عودة الجريان إلى وادي أم الربيع بارقة أمل حقيقية، وفرصة لإعادة التفكير في السياسات المائية، وتعزيز الوعي الجماعي بأهمية الحفاظ على الماء كعنصر أساسي للحياة والتنمية المستدامة.

Share this content:

إرسال التعليق

تسليط الضوء