الرحامنة تختتم مسار اللقاءات التشاورية بمحطة ابن جرير: رهان الشغل في صلب الرؤية التنموية الجديدة

الرحامنة تختتم مسار اللقاءات التشاورية بمحطة ابن جرير: رهان الشغل في صلب الرؤية التنموية الجديدة

كريمة دهناني

أسدل إقليم الرحامنة، اليوم، الستار على مسار اللقاءات التشاورية المفتوحة بتنظيم المحطة السادسة والأخيرة بالمركب الثقافي بمدينة ابن جرير، في لقاء خُصص لجماعات ابن جرير، أولاد حسون، لبريكيين، وسيدي علي الراحلة، وذلك في إطار مواصلة الدينامية التشاركية الرامية إلى بلورة تصور تنموي جديد يستجيب لحاجيات الساكنة وتطلعاتها المستقبلية.

وجاء الجمع بين هذه الجماعات بالنظر إلى التقارب المجالي والاجتماعي الذي يجمعها، وهو ما أضفى على اللقاء انسجاماً واضحاً وأسهم في خلق فضاء حواري موحّد، مكّن مختلف المتدخلين من التعبير عن آرائهم ومقترحاتهم في أجواء اتسمت بالجدية والمسؤولية وروح التفاعل البناء.

وسجّل هذا الموعد مشاركة لافتة قاربت 400 مشاركة ومشارك، من منتخبين وفعاليات المجتمع المدني وممثلي القطاعات المعنية وشباب الإقليم، حيث انصبت التدخلات على عدد من الإكراهات المرتبطة بالبنيات التحتية والخدمات الاجتماعية والقطاعات الحيوية، إلا أن ما ميّز هذه المحطة هو التركيز الواضح على محور الشغل والتشغيل، بالنظر إلى المكانة الاقتصادية لمدينة ابن جرير ودورها الريادي داخل الإقليم.

وفي هذا السياق، تم التأكيد على ضرورة استثمار المؤهلات التي تزخر بها المدينة، لاسيما في إطار مشروع المدينة الخضراء وما يرتبط به من فرص واعدة في مجالات البحث العلمي والابتكار والتنمية المستدامة، مع الدعوة إلى تعزيز التنسيق بين الفاعلين الاقتصاديين والمؤسسات الجامعية والساكنة المحلية، بهدف خلق فرص شغل حقيقية وتمكين الشباب من ولوج سوق العمل وفق رؤية تقوم على التكوين الملائم وربط التعليم بسوق الشغل وتعزيز الحكامة الجيدة.

كما شدد المتدخلون على أهمية إرساء جسور تواصل دائمة بين مختلف الشركاء والمؤسسات، بما يضمن تتبع تنفيذ المشاريع التنموية وتحقيق التقائية فعالة بين السياسات العمومية والاحتياجات الميدانية للساكنة.

وفي كلمته الختامية، عبّر السيد عامل إقليم الرحامنة عن اعتزازه بمستوى النقاش الذي طبع مختلف المحطات التشاورية، منوهاً بروح الانخراط الواسع والوعي الجماعي الذي أبانت عنه الفعاليات المشاركة. وأكد أن هذا المسار أفضى إلى تجميع رصيد هام من المعطيات الدقيقة والمقترحات العملية والمشاريع القابلة للتنفيذ، التي ستُعتمد كقاعدة أساسية لصياغة جيل جديد من المشاريع ضمن البرنامج التنموي الترابي المندمج.

وأضاف أن هذه الحصيلة ستخضع للمعالجة الدقيقة والمهنية، بما يضمن ترجمة انتظارات الساكنة إلى حلول ملموسة تساهم في تحسين جودة العيش وتعزيز جاذبية الإقليم ورفع تنافسيته.

واختُتمت هذه المحطة السادسة والأخيرة في أجواء إيجابية عكست قيمة المسار التشاوري الذي شهده الإقليم خلال الأسابيع الماضية، ورسّخت ثقافة الإنصات والتشارك باعتبارها ركيزة أساسية في إعداد رؤية تنموية جديدة، تستشرف المستقبل وتواكب طموح ساكنة الرحامنة نحو تنمية شاملة ومستدامة وآفاق أكثر إشراقاً.

Share this content:

إرسال التعليق

تسليط الضوء