العبث بالأمن الدولي: البوليساريو والجزائر يجرّان المنطقة نحو الانفجار: استهداف مقر بعثة المينورسو بالسمارة
بواسطة عبد اللطيف سحنون
في خطوة تصعيدية مقلقة تكشف عن منسوب التهور واليأس لجبهة الخبل، وبعد العزلة الدولية واتساع التأييد الدولي للمقترح المغربي، الذي وصفته الأمم المتحدة بالعقلاني والواقعي، وبعد اندحار دبلوماسية الإرشاء، وشراء المواقف، ومقايضة الاستقرار بالموقف المؤيد للأطروحة الانفصالية، أقدمت جبهة البوليساريو على قصف فولكلوري، حيث شهدت مدينة السمارة، مساء الجمعة 27 يونيو 2025، سقوط مقذوفات قرب منشآت تابعة لبعثة الأمم المتحدة “المينورسو”، دون تسجيل خسائر بشرية أو مادية.
و وفق مصادر إعلامية أن الخطر الحقيقي لا يكمن في الحصيلة، بل في الرسائل السياسية المسمومة التي تقف خلف هذا الاعتداء السافر على بعثة أممية، تحظى بالحماية الدولية، وتعمل على ضمان وقف إطلاق النار في منطقة حساسة من العالم.
و أكدت ذات المصادر، ان بوليساريو… من ميليشيا إلى تهديد للأمم المتحدة مرة أخرى، تؤكد جبهة البوليساريو أنها لا تمتلك لا مشروعًا سياسيا ولا التزامًا أخلاقيًا، بل تصرّ على التحول إلى ميليشيا مارقة تستهدف حتى رموز الشرعية الدولية، وتعتبر المينورسو “هدفا معاديا”، رغم أنها الضامن الوحيد لوقف إطلاق النار منذ 1991.
و شددت على ما جرى في السمارة ليس خطأ عشوائيًا، بل رسالة موجهة ضد الأمم المتحدة ذاتها، تتقاطع مع الخطاب العدائي المتكرر من الجبهة الانفصالية، التي أعلنت في مناسبات متعددة انتهاء التزامها باتفاق وقف إطلاق النار، وادعت تحويل ما تسميه “الأراضي المحررة” إلى “جبهات مفتوحة”.
الجزائر: الراعي الرسمي للعبث والانفلاتلا يمكن الحديث عن البوليساريو دون مساءلة من يقف خلفها، ويموّلها، ويسلحها، ويوفر لها الغطاء الدبلوماسي في المحافل الدولية: الجزائر.
فهذا البلد الجار، الذي لم يكف منذ عقود عن مناوراته السياسية والدبلوماسية ضد وحدة المغرب الترابية، يتحمل مسؤولية مباشرة في كل مقذوف ينفجر قرب المينورسو، وكل تهديد يستهدف الاستقرار في الصحراء.الجزائر تدعي “الحياد” في نزاع الصحراء، لكنها تفتح أراضيها لمعسكرات ميليشياوية، وتُموّل حربًا إعلامية ودبلوماسية موازية، وتغض الطرف عن خروقات متكررة لاتفاق وقف إطلاق النار.أين هي الأمم المتحدة؟في مواجهة هذا التصعيد، الصمت الأممي يطرح أكثر من سؤال. هل باتت بعثة المينورسو رهينة لتوازنات دولية عاجزة عن حماية أبسط شروط مهمتها؟أين مجلس الأمن؟ وأين الأمين العام للأمم المتحدة الذي يتحدث عن “ضرورة استئناف العملية السياسية”، بينما تتعرض منشآته للتهديد؟الصحراء ليست ساحة تجريب لصبر الأمم المتحدة، ولا مجالًا لصفقات الصمت مقابل “الاستقرار الظاهري”.المغرب دولة الحكمة والشرعية رغم الاستفزازات المتكررة، يواصل المغرب التزامه بضبط النفس والاحترام الكامل للشرعية الدولية.
لكن من حقه، بل من واجبه، أن يُحمّل الأمم المتحدة كامل المسؤولية في حماية أفراد ومقرات بعثتها، وأن يطالب بتحقيق شفاف يحدد مصدر المقذوفات، ويكشف الرعاة الحقيقيين لهذا العبث الخطيرما حدث قرب بعثة المينورسو ليس حادثًا معزولًا، بل حلقة أخرى في مسلسل الاستفزاز والخرق الممنهج الذي تقوده البوليساريو، تحت رعاية النظام الجزائري، في تحدٍّ سافر للأمم المتحدة والقانون الدولي.
الاستمرار في التغاضي عن هذه التصرفات الميليشياوية لن يُفضي إلا إلى المزيد من التوتر والانفلات، وربما انهيار ما تبقى من المسار السلمي، ما لم تتخذ المنتظم الدولي موقفًا واضحًا يردع العابثين.
Share this content:
إرسال التعليق