حماة الظل.. رجال “الديستي” يحبطون مخططًا إرهابيًا كاد أن يعصف بالأمان

حماة الظل.. رجال “الديستي” يحبطون مخططًا إرهابيًا كاد أن يعصف بالأمان

متابعة كريمة دهناني: مراكش

في صباح الأربعاء، 19 فبراير 2025، وبينما كانت الحياة تسير بنسقها المعتاد في حي سباتة بالدار البيضاء ومنطقة النور في تامسنا، لم يكن أحد يدري أن هناك من يعمل في الخفاء، يسابق الزمن لمنع كارثة محدقة.

رجال المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (DGST)، هؤلاء الجنود المجهولون الذين يتركون أسرهم قبل الفجر، دون ضجيج أو ادعاء بطولة، كانوا يرصدون تحركات خلية إرهابية، تترصد بدورها لحظة الانقضاض على أمن الوطن.

العملية الصامتة.. أقدام تتحرك بحذر والعيون لا تغفل

في أزقة سباتة قرب حمام الفن، كان كل شيء يبدو عادياً، سيارات تصطف أمام المخابز، أمهات يجهزن أبناءهن للمدرسة، وعمال يهرولون للحاق بالحافلات. لكن خلف هذا المشهد المألوف، كانت هناك أيادٍ تعمل بصمت. عناصر من القوات الخاصة، مدعومون بمعلومات استخباراتية دقيقة من رجال “الديستي”، انتشروا بحذر، لا مجال للخطأ، فكل خطوة محسوبة، وكل لحظة تساوي حياة.

في لحظة خاطفة، دوى الأمر عبر أجهزة الاتصال: “تحركوا!”. انطلقت العملية بسرعة ودقة، تمكنت الفرق الأمنية من السيطرة على الوضع خلال دقائق، وتم توقيف المشتبه بهم دون إطلاق رصاصة واحدة.
في تامسنا، لم يختلف المشهد كثيرًا، حيث أسفرت جعمليات التفتيش عن العثور على مواد متفجرة، وأسلحة بيضاء، ومخططات لتفجيرات كانت على وشك أن تُنفذ.

رجال الظل.. درع الوطن غير المرئي لم يكن هذا النجاح وليد الصدفة، بل ثمرة شهور من العمل الاستخباراتي المضني، تتبع للاتصالات، تحليل للبيانات، وتنسيق دقيق بين مختلف الأجهزة. رجال “الديستي”، الذين نادرًا ما نسمع عنهم، هم صمام الأمان في معركة طويلة ضد الإرهاب. يتركون بيوتهم ليحموا بيوت المغاربة، يسهرون حتى ينام الجميع مطمئنين، ويتوارون عن الأنظار ليبقى الوطن ظاهرًا، آمنًا، ومستقرًا.

ليسوا مجرد أرقام.. إنها حياة أُعيدت من حافة الموت

وراء كل عملية ناجحة، هناك أرواح أنقِذت. ذلك الطفل الذي خرج لمدرسته مبتسمًا صباحًا، لم يكن يعلم أن حياته كادت أن تتغير في لحظة. الأم التي ودعت زوجها وهو في طريقه للعمل، لم تكن تعلم أنها ربما كانت سترتدي السواد اليوم. لكن، بفضل العيون الساهرة، ظل كل شيء في مكانه، كما يجب أن يكون.

الرسالة واضحة: المغرب لن يُخترق

مرة أخرى، يثبت المغرب أنه عصي على الإرهاب، بفضل أجهزته الأمنية، وعلى رأسها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. المعركة ضد التطرف لم تنتهِ، لكنها تُخاض بكفاءة ويقظة لا تعرف التهاون. في كل مرة يظن الظلاميون أنهم قادرون على زعزعة الأمن، يجدون أمامهم درعًا صلبًا اسمه “الديستي”.

يعود كل عنصر أمني إلى بيته، يخلع سترته الواقية، يحتضن أطفاله، ويتناول شايًا مع أسرته، كأي مواطن عادي. 

لكنه وحده يعلم أنه كان هناك، في الخطوط الأولى، حيث لا مجال للأخطاء، حيث يتقرر مصير أرواح، وحيث يثبت أن الأمن ليس مجرد شعار، بل هو رجال ونساء، يسهرون ليبقى الوطن واقفًا، شامخًا، محصنًا ضد كل من يحاول العبث به.

Share this content:

إرسال التعليق