الحسيمة: التامك يدشن الجيل الجديد من السجون ب23 مليار سنتيم

بواسطة عبد اللطيف سحنون

في خطوة جريئة نحو ترسيخ معايير الإنسانية والإصلاح، انطلقت أشغال بناء السجن المحلي الجديد بالحسيمة، في رحاب جماعة أيت قمرة، بميزانية ضخمة تناهز 23 مليار سنتيم.

هذا المشروع، الذي يمتد على مساحة شاسعة تتجاوز 35 ألف متر مربع، لا يمثل مجرد بناء، بل هو صرح جديد يرتقي بمفهوم المؤسسات العقابية إلى فضاءات للإصلاح والتأهيل.

السجن الجديد لا يعد مجرد مكان للاحتجاز، بل هو أيضا منظومة متكاملة تهدف إلى إعادة تأهيل النزلاء في ظروف إنسانية ودمجهم في المجتمع.

فبين جدرانه، ستتجسد قاعة انتظار أنيقة للزوار، وأجنحة خاصة للزيارات العائلية الحميمة، ومرافق مخصصة للتواصل السلس مع المحامين والهيئات القنصلية.

كما سيضم جناحًا إداريًا حديثًا، وقاعة متعددة الاستعمالات، ومركزًا للتكوين المهني، كلها مصممة لدعم برامج إعادة الإدماج وتمكين النزلاء من اكتساب مهارات جديدة.

ولم تغفل التصاميم أدق التفاصيل، حيث ستجهز المؤسسة السجنية بمصحة داخلية متكاملة، وجناح خاص بالنساء والأمهات اللواتي يرافقن أطفالهن، إضافة إلى ثلاثة أجنحة مخصصة للرجال، وزنزانات للعزل الانفرادي مصممة وفق أحدث المعايير.

كما سيتم إنشاء دكان لخدمة النزلاء، وأربعة أبراج للمراقبة، وتجهيزات أمنية وخارجية أخرى، لضمان أعلى مستويات الأمن والانضباط.

هذا المشروع الطموح، الذي يأتي ضمن استراتيجية المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، يعكس رؤية مستقبلية تهدف إلى تحديث المؤسسات السجنية وتحسين الظروف الإنسانية للنزلاء، وفقًا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.

إنه ليس مجرد سجن، بل هو وعد بمستقبل أفضل للنزلاء والمجتمع على حد سواء.

“عن مصادر إعلامية”