نهاية حلم “مول الحوت” في مراكش: رحيلٌ يُغلق باب الأمل
بواسطة خالد اخازي/عبد اللطيف سحنون
في أحد أحياء مراكش التي تختزل قصصًا إنسانيةً بين جدرانها، أُغلق حانوت عبد الإله، المُلقب بـ”مول الحوت”، بعد قرارٍ إداري قضى بمخالفة شروط الصحة. لم يكن الحانوت مجرد مكان لبيع السمك، بل تحول إلى علامةٍ فارقة في ذاكرة الحي، حيث حاول صاحبه أن يخلق توازنًا بين سعر المنتج وهموم الناس، فكان يبيع بأسعارٍ تُناسب من لا يجدون فائضًا في جيوبهم.
قرار الإغلاق لم يمسدل الستار على مشروعٍ تجاري وحسب، بل أطفأ شرارةً صغيرةً كانت تُشعل الأمل في قلب واقعٍ قاسٍ. عبر عبد الإله عن انكساره بقوله: “كفاية… الضغط أكبر من طاقتي.
جاهدت لأعطي الناس ما تستحقه، لكن العقبات طحنتني”. كلماتٌ تكشف عن إنسانٍ شعر بأن القواعد التي فُرضت عليه تحوّلت إلى جدارٍ يفصله عن حلمه، لا إلى سورٍ يحمي المجتمع.
تحوّل الحانوت الصغير، قبل إغلاقه، إلى قصةٍ تتناقلها الألسن: فالبعض رأى فيه مقاومةً لغلاء الأسعار، وآخرون اعتبروه تحدياً لثقافة الاحتكار.
لكن الجدل الأكبر دار حول كيفية تعامل السلطات مع مثل هذه المبادرات. فهل يُمكن معاقبة من يحاولون تقديم حلولٍ ملموسة لمشاكل الناس، دون أن تُقدّم لهم يد العون أولًا؟ هذه الحالة تفتح نافذةً على إشكالية أكبر: كيف تُدار المدن بين صرامة القانون ومرونة الواقع؟
الأمل أن تتحول الدرس المستفاد إلى فرصةٍ لإعادة النظر في آليات الدعم، خاصةً لأولئك الذين يرفضون أن تكون ظروفهم سجنًا لأحلامهم. فبدل أن تُغلق الأبواب، ربما حان الوقت لبناء جسورٍ بين القانون والإرادة الشعبية، كي لا تنتهي كل قصةٍ نابضةٍ بالحياة… بغصةٍ في الحلق.
Share this content:
إرسال التعليق