خيرات يشعلها: حكومة أخنوش “مهزلة” والأحرار “ديكور انتخابي”

خيرات يشعلها: حكومة أخنوش “مهزلة” والأحرار “ديكور انتخابي”

بواسطة عبد اللطيف سحنون

في لقاء صحفي كأنه مذكرات شفوية ملتهبة بمزاج سياسي مخضرم، يملك شفرات عدة ملفات تاريخية ذات راهنية، لم يتوانَ عبد الهادي خيرات الاتحادي الذي غاب عن الساحة الحزبية، عن إطلاق سهامه في كل الاتجاهات بقسوته الناعمة، مستهدفًا حكومة عزيز أخنوش وحزبه التجمع الوطني للأحرار بأسلوب لم يترك فيه مجالًا للمجاملة أو التلميح.

بدا خيرات وكأنه قرر أن يُنظف الساحة السياسية ينفض الغبار عن تركة خفية لإدريس البصري، فلم يترك بقعة حساسة إلا وعرى خلفيتها العميقة بانتقاداته الحادة، وكأننا أمام “مبيد سياسي” لا يعترف بالحدود الحزبية أو المناورات الدبلوماسية.

بداية الهجوم كانت جبهة أخنوش، حيث لم يرَ خيرات في رئيس حكومة، إلا مجرد شخص جُلب من “ملعب الغولف” إلى “ملعب السياسة”، دون أن يكون قد لعب فيه يومًا.

وفي السياق ذاته، لم يكتفِ خيرات بهذا، بل أكد أنه يملك صورًا تثبت أن أخنوش لم يكن له أدنى علاقة بالحزب الذي يتزعمه اليوم، وكأن السياسة المغربية أصبحت مسرحًا لتجارب “التلوين الحزبي العجيب”.أما حزب التجمع الوطني للأحرار، فبالنسبة لخيرات، لا يتعدى كونه “دكانا سياسيًا خمة نجوم”، حيث تُعرض المصالح الاقتصادية تحت لافتة حزبية، في مشهد أقرب إلى سوق لا إلى ساحة نضال.

ولم يتردد في وصف حزب الأحرار بأنه مجرد “ديكور انتخابي”، واعتبار إطلاق اسم “حزب سياسي” عليه نوعًا من الدعابة التي لا تضحك أحدًا.


ولأن الضيف هو خيرات حيث لا حدود عنده للقسوة النقدية بكنته الجميلة، فقد ارتفع منسوب السخرية حد المتعة، إذ تساءل كيف يمكن لرئيس الحكومة أن يكون “حَكمًا ولاعبًا” في آن واحد، حينما تفوز شركة تابعة له بصفقة تحلية مياه البحر في الدار البيضاء، وكأن الصفقة تتم في بلد آخر، أو لم يكن له فيها منافسون أصلاً.

الأسوأ، حسب قوله، أن هذه الشركة استفادت من تخفيض ضريبي، وكأن الدولة لم تكتفِ بمنحها الصفقة، بل قررت أن تُضيف إليها “هدية مغلفة”.


لكن أكثر ما يثير السخرية، في رأي خيرات، ليس القرارات نفسها، بل الطريقة التي يتم بها توزيع المناصب، وكأننا أمام “لعبة الكراسي”، حيث يجلس الأسرع، بغض النظر عمن هو… أشخاص بلا أدنى تجربة سياسية يتقلدون مسؤوليات ضخمة، ومدن كبرى تُدار كما لو كانت “مشروعًا تجريبيًا”، بينما المواطن المغربي يقف متفرجًا على هذا العبث الذي لا ينتهي.

تصريحات خيرات قد تثير ضجة، أو قد تمر كما مرت انتقادات كثيرة قبلها، فالحكومة اعتادت على هذه العواصف لدرجة أنها أصبحت جزءًا من الطقس السياسي اليومي.

قد يرد حزب الأحرار غاضبًا، أو يفضل الصمت، فالأمر لم يعد يختلف كثيرًا، والمشهد يبدو وكأنه أعيدت كتابته عشرات المرات من قبل.


يبقى السؤال الأهم: هل ستُفتح الملفات التي تحدث عنها خيرات، أم أن كل شيء سينتهي كما اعتدنا، بـ”لا شيء يُذكر” سوى مزيد من الكلام. “عن مصادر إعلامية”

Share this content:

إرسال التعليق